بادئ ذي بدء قبل الحديث عن رجل المرحلة القادمة بالصومال، لا بد لنا من التأكيد أن السياسة تكون فعلًا لعبة قذرة – كما قاله السياسي والكاتب البريطاني المخضرم ونستون تشرشل – وذلك عندما يعلم السياسي أنه يقف موقف الخطأ من المعادلة ويخدع أهله وشعبه ويحاول إقناعهم بعكس ما يعتقده. هذا ما ينطبق على الرئيس المنتهية ولايته – كرهًا لا طوعًا – السيد : محمد عبد الله فرماجو، الذي لم يكن يومًا صادقًا بوعوده، منذ أن تفرد بالحكم بعد أن حول أجهزة الدولة ومؤسساتها الدستورية إلى أدوات خاصة به يستخدم بها كيفما يشاء . كما اعتمد على منطق الاستخفاف بالمواطن والتعامل معه وكأنه ساذج أو معاق ذهنيًا، وهذا ما نلاحظه في معظم خطاباته السياسية الموجهة لعامة الشعب حيث يستخدم حججًا ضحلة وسطحية لا تمت بصلة بالواقع .
والأخطر من هذا أن السيد : فرماجو ومنذ دخوله المعترك السياسي قد دأب على استخدام الدجل والخداع السياسي بشكل جنوني وغير عقلاني، وذلك لتكريس حكم الفرد الواحد واستنساخ تجربة المعلم الأكبر للدكتاتورية في إفريقيا الطاغية “إسياس أفورقي ” .
ولكن ما يثير العجب والحيرة أن بعض السذج والبلهاء من المجتمع ما زالوا حتى الآن يصدّقون تلك الوعود الفارغة بفعل التضليل الإعلامي الذي يمارسه (مارينز فرماجو) المسمى زورًا وبهتانًا (Nabad & Nolol)لتزييف الوعي الجمعي للأمة.
وعلى الرغم من أن كافة المعطيات والمؤشرات تؤكد أن فرماجو قد انتهى سياسيًا ويوشك المغادرة إلى مزبلة التاريخ بعد أربع سنوات حسومًا، إلا أن كثير من مارنيز النظام ما زالوا في غيهم يعمهون، وهذا ليس غريبًا لأنه حين تعمى البصيرة السياسية ويختل إدراك المرء بتقديره لحقائق الأمور يكون الخذلان والفشل حليفا له اينما حل ورحل .
سنواصل البقية في المقالة القادمة
المقالات تعبر عن رأي أصحابها!