القرن الإفريقي بوابة السلام لليمن، أي أن الأحداث في اليمن تؤثر وتتأثر بأحداث القرن الإفريقي والعكس صحيح . عندما سقطت الدولة الصومالية في الحرب الأهلية عام 1990 انعكس ذلك على اليمن ودخلت اليمن في حرب أهلية عام 1993م وانعكست هذه الحرب على الجزر اليمنية وظهرت قضية جزر البحر الأحمر حنيش واحتلالها من دولة إرتيريا.
الجغرافيا مختلفة بين اليمن والقرن الإفريقي لكنها وحدة ثقافية واحدة، إذ لا يمكن فصل أحداث القرن الإفريقي عن اليمن وإن كانت اليمن في قارة آسيا، والقرن الإفريقي في القارة الإفريقية، إلا أن الحدود المشتركة بالإضافة إلى التداخل الثقافي والسياسي والاجتماعي توثر على مستقبل المنطقة.
العمق الإستراتيجي للقرن الإفريقي هو اليمن، والعكس صحيح، واستقرار البلدان في هذه المنطقة سيغير خارطة التحالفات الإقليمية والدولية. يمتد القرن الإفريقي على ثلاث قارات، القارة الهندية والمحيط الهادي والبحر العربي والبحر الأحمر، وقارة آسيا بالإضافة إلى أفريقيا، إضافة إلى الموقع الجغرافي الأهم في المنطقة، يعد التنوع الثقافي والديني والإثني أحد أسباب القوة في القرن الإفريقي، فهي منطقة أفروعربية وهندوأوربية .
تاريخ الصراع الصومالي: أوجه التشابه والاختلاف مع اليمن
عاشت مقديشو أسوأ فترة صراع في التاريخ الحديث، واستمرت هذه الحرب ثلاثين عاماً تقاتل فيها الصوماليون ضد الصوماليين وتدخلت قوى أفريقية برعاية الاتحاد الإفريقي، إلا أن قرار السلام كان صومالياً خالصاً وهي العودة إلى العمل السياسي بدلا عن العمل العسكري. خلال عشر سنوات كان عدد الرؤساء الصوماليين الذين تناوبوا على مقعد الرئاسة أربعة رؤساء وكانت الانتخابات هي أداة التغيير وليس المدفعية. يتجه الصومال نحو الاستقرار بعد نصف قرن من الحرب وهي أطول فترة حرب في التاريخ الحديث.
اليمن سيخوص تجربته نحو الاستقرار كالصومال لكن البداية ستكون مؤلمه، فالحرب اليمنية في عقدها الأول وفرص السلام لم تتضح بعد، وقد تطول تلك الحرب كالصومال.
الحوثيون وحركة الشباب في الصومال
في خطاب لرئيس وزراء اثيوبيا وصف حركة الشباب في الصومال وجماعة الحوثيين وجماعة بوكو حرام بالإرهاب، وبأنهم أعداء السلام في المنطقة، وهو أول تصريح لزعيم إفريقي يتناول القضية اليمنية، فالحوثيون أجبروا اللاجئيين ” لاجيء القرن الإفريقي ” في صنعاء دخول الحرب طوعا أو كرها، وقضية تجنيد اللاجئيين تهدد السلام وتهدد استقرار دول القرن الإفريقي، لأن تجنيد الأفارقة في اليمن هو بمثابة صناعة وتوليد الإرهاب.
الحوثي جماعة إرهابية وقرار الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والإدارة الأمريكية يتبنى هذا القرار، ومحاولة تطبيع الأوضاع في اليمن الشمالي لصالح الحوثيين سيعصف بالمنطقة العربية ومياه البحر الأحمر، وسينعكس على القرن الإفريقي فالحوثيون جماعة إرهابية لا تختلف كثيرا عن بوكو حرام والشباب في الصومال .