ينشط مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في عدد من الدول في العالم لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والخيرية للمنكوبين والمتضررين في أرجاء المعمورة. كما يقيم المركز الشراكات المتميزة مع المنظمات الرائدة في العمل الإنساني ، بجانب العمل على زيادة أثر المساعدات المقدمة من المملكة العربية السعودية بهدف استدامتها من خلال تحسين عمليات الإشراف والمتابعة والتقييم. للمركز فرع في إفريقيا يتخذ العاصمة الصومالية مقديشو مقرا له ، ويرأسه الأستاذ يوسف بخيت رحمه الذي التقيناه في مكتبه بمقديشو يوم 5 من أكتوبر الجاري، ليطلعنا على أعمال المركز ونشاطاته في الصومال .
القرن الإخبارية : في البدء نرحب بكم في شبكة القرن الإخبارية ونود أن تعطينا نبذة وافية عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي بدأ أعماله حديثا ليصبح رائدا في مجال العمل الإنساني على المستوى العالمي والعربي وفي فترة قياسيةجدا.
الأستاذ /يوسف رحمه: في البداية أود أن أشكركم على اهتمامكم بمسيرة هذا المركز الذي يعد الثالث عالميا والأول عربيا في مجال تقديم الإغاثة والعمل الإنساني . وبالعودة إلى سؤالكم فإن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد تأسس في مايو عام 2015م، ليكون مركزا دوليا مخصصا للإغاثة والأعمال الإنسانية، بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- وذلك انطلاقا من دور المملكة العربية السعودية الإنساني تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعارا منها بأهمية هذا الدور الفاعل والمؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان وتوفير حياة كريمة له. يعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم الدعم والمساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان في العالم، وذلك من خلال آلية رصد دقيقة وطرق نقل سريعة ومتطورة، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية في الدول المستفيدة ذات الموثوقية العالمية.
القرن الإخبارية : هل لك أن تحدثنا قليلا عن المركز ودوره في إفريقيا والصومال بشكل خاص؟
يوسف رحمه : ينشط المركز في دول إفريقية كثيرة، ففي الجزء الشرقي من القارّة له أعمال إنسانية في الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا. وبخصوص دور المركز في دولة الصومال الشقيقة فقد قام بتنفيذ( 79) مشروعا حتى 30 سبتمبر 2022، بلغت تكلفتها الإجمالية 216.937.341 دولار أمريكي، وتشمل جميع قطاعات العمل الإنساني وفي مقدمتها الأمن الغذائي، التعافي المبكر، المياه والإصحاح البيئي، الصحة وغيرها.
القرن الإخبارية : ما المجالات التي يقدم فيها المركز خدماته في الصومال؟
يوسف رحمه : يعمل المركز في عدة مجالات في الصومال : منها :
أولاً- مجال المياه: إذ يشكل قطاع المياه والإصحاح البيئي أحد أهم القطاعات الحيوية التي يدعمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الدول ذات الاحتياج، ومنها بطبيعة الحال الصومال نظراً لما يمثله القطاع من عصب مهم لحياة الناس والحفاظ عليها. وضمن جهود المركز بقطاع المياه والإصحاح البيئي في الصومال قام المركز حتى الآن بحفر 75 من الآبار الإرتوازية في أماكن مختلفة في الصومال، منها: بونت لاند، وأرض الصومال، وجنوب الصومال، ونخطط الآن لتنفيذ مشروع آخر وهو ” حفر آبار أخرى قد تصل إلى 20 في مناطق متفرقة في الصومال. وقد قدمنا كذلك في مجال المياه مشروع صهاريج بلغت 3300 صهريج وزّعت في مخيمات النازحين .ومن إستراتيجية المركز إزاء قطاع المياه في الصومال تمتد إلى توفير حلول مستدامة للبيئة، وتوزيع مياه صالحة للشرب ومثلها للاستخدام المنزلي، كما تشمل العمل على زيادة مصادر المياه .
ثانياً- التعليم: يقدم مركز الملك سلمان خدمات جليلة في المجال التعليمي في الصومال، حيث قام المركز وبالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي في تهيئة وتجهيز مدارس وتشغيل منشئات تعليمية. هذا وقد بدأنا المشروع في 6 مدارس موزعة في الأقاليم، وسيمتد إلى مرافق تعليمية مهمة كالجامعات والمعاهد العليا . هذا المشروع لا ينحصر في إنشاء وتجهيز المدارس فقط، وإنما يوفر كذلك ميزانيات تشغيلية للمدارس والمنشأت التعليمية تساعدهم في تسديد رواتب الموظفين والأساتذة والعمال .
ثالثاً- مجال الصحة: يقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات في القطاع الصحي في الصومال. و قد لعب المركز دورا مهما في مكافحة جائحة” كورونا” حيث قدّم مساعدات للحكومة الصومالية متمثلة في المعدات الطبية والأدوية وغيرها، كما ساهم في تجهيز وتهئية عدد من المنشأت الصحية وبشراكة مع مؤسسات دولية ومحلية . فعلى سبيل المثال لا الحصر يقوم المركز حاليا بتشغيل مستشفى “أفجوي” في ولاية حنوب غرب الصومال إذ يقدم له المعدات الطبية ورواتب الموظفين ونحوها، وذلك بالتعاون مع مكتب منظمة التعاون الإسلامي في الصومال . ويمكن لنا أن نذكر في هذا المضمار الجهود المبذولة في إنشاء مركز غسيل الكلى السعودي في مستشفى بنادر عبر شراكة تعاونية معه تهدف إلى تقديم خدمات طبية خاصة في مجال غسيل الكلى بشكل مجاني للمتضرريين من المجتمع الصومالي . وسيساهم مركز الملك سلمان – إن شاء الله – في نقل المصابين والجرحى من التفجيرات لتقديم العلاج لهم في المملكة العربية السعودية ، عبر إجلائهم بطائرات خاصة تابعة للمملكة. والهدف من ذلك كله مساعدة الشعب الصومالي في المحن التي يتعرّض لها من قبل التنظيمات الراديكالية والحركات المتطرفة .
الجدير بالذكر في هذا السياق أننا ننفذ حاليا مشروعا في التغذية الصحية للنساء والأطفال وبالتعاون مع برنامج الغذا العالمي للأمم المتحدة في الصومال ومؤسسات صومالية محلية. هذا المشروع يستفيد منه الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بالدرجة الأولى، كما تستفيد منه النساء الأكثر حاجة للتغذية الصحية .
القرن الإخيارية : يواحه الصومال حاليا أزمة جفاف خطيرة بسبب فقدان الأمطار لمواسم متتالية، الأمر الذي سبب نفوقا في المواشي وتلفا في المحاصيل الزراعية ما هي جهود المركز في الاستجابة لمشكلة الجفاف في الصومال ؟
يوسف رحمه: بدأنا التجاوب مع مشكلة الجفاف في الصومال في بداية النصف الثاني من هذا العام، وذلك استجابة للنداءات الدولية والحكومة الصومالية في إسراع العلميات الإغاثية والإنسانية كي لا تتطور الأمور إلى مجاعة. تركزت حتى الآن معظم أعمالنا في تقديم المعونات الغذائية للنازحين والمشردين داخليا، مع التركيز على المناطق الأكثر تضررا في الصومال مثل ولايات جنوب غرب الصومال وجويالاند ومناطق أخرى في أرض الصومال . وقد أنشأنا حملة بخصوص مجابهة الجفاف في الصومال وقدمنا حتى الآن قرابة 10 الآف طن من المعونات الغذائية، كما قدمنا كسوة “ملابس ” للنازحين، حيث استفادت منها 15 الف عائلة في سبتمبر الماضي . والجدير بالإشارة إليه هنا أن المركز له مبادرات جيدة في تعزيز مبدأ الوقاية للتفادي من حدوث المشاكل والجفاف المتكرر. وعليه غالبا ما نقوم بإعداد مشاريع تساهم في الحد من حدوث الأزمات سواء كانت ذلك في جانب المياه والصحة والغذاء وغيرها .
القرن الإخبارية : مع من تتعاونون في تنفيذ مشاريعكم ؟
يوسف رحمه: نحن في الأساس نتعاون مع المنظمات الدولية، كما نتعاون أيضاً مع مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في المجتمع والمشهودة لها بالنراهة والشفافية والكفاءة في التنفيذ. ويأتي تعاوننا مع مؤسسات المجتمع المدني الصومالية في إطار رفع قدراتهم والمساهمة في تطوير كفاءأتهم نحو الأفضل. وبحكم أن مركز الملك سلمان هو الجهة المسؤولة عن الأعمال الإغاثية للمملكة في الخارج ، فإنه يعمل في سرعة الاستحابة في إيصال المساعدات للمنكوبين، وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال عمله في الصومال، حيث يركز المركز الاستجابة السريعة في أعماله الإغاثية والمساعدات التي يقدمها للشعب الصومالي، وهنا ينبغي أن نلفت النظر إلى أن المركز يعتمد في توفير المواد الغذائية للمتضررين من الجفاف من السوق المحلي لسببين رئيسين وهما :
- السرعة في توفير المواد الغذائية للمتضررين والنازحين .
- دعم السوق المحلي ، الأمر الذي يرفع من القوة الشرائية للتجار الصوماليين .
ولهذا منحنا وسام شرف من فبل رئيس الوزارء الصومالي السابق : السيد: محمد حسين روبلي هذا العام تكريما منه للمركز في علمه الوضّاء في مجال الإغاثة والاستجابة السريعة .
القرن الإخبارية : ما هي رسالتك الأخيرة قبل أن نختم الحوار ؟
يوسف رحمه : أود أن أقدم رسالة إلى الشعب الصومالي وأخرى إلى المتبرعين في المملكة العربية السعودية .
أما بالنسبة للشعب الصومالي فنحن نشكرهم أولا على ترحيبهم لنا ونحن نعمل هنا لمساعدة الشعب الصومالي في ضوء توجيهات قيادة المملكة العربية السعودية التي ترى مساعدة الشعب الصومالي من صميم واجباتها، وما نقوم به هو واجب وطني تجاه الشعب الصومالي الشقيق وهو تكملة لجهودنا في العقود الماضية لمساعدة هذا الشعب العظيم . ورسالتنا لهم أن يتعاونوا ويتكاتفوا لبناء بلدهم والعمل نحو مستقبل أفضل.
أما الرسالة الموجهة إلى المتبرع في المملكة فنحن نريد أن نؤكد لهم وكلّ المحسنين معنا أن دعمكم يصل للمستحقين في كل مكان وهنا خاصة في الصومال، وجزاكم الله خيرا في ما تقدمونه لأشقائكم في الصومال والإنسانية جمعاء في أرجاء المعمورة.
القرن الإخبارية: شكرا على إتاحتكم لنا بهذه الفرصة الثمينة وأن تطل للشعب الصومالي عبر شبكتنا التي تعتد بحوارك ومن قبلها بحهودكم في مساعدة الشعب الصومالي.
يوسف رحمه : كل الشكر والتقدير لكم كفريق شبكة القرن الإخبارية ، والشكر موصل كذلك للصومال قيادة وشعبا.
القرن الإخبارية : إلى أن نلتقي بكم في رحاب حوار آخر تحايانا لكم وللقائمين على أعمال المركز .
أجرى الحوار : الأستاذ/ آدم شيخ حس، والأستاذ/ عبد الله الفاتح