تواصل الرفض لسماح السويد بحرق نسخة من القرآن، الإثنين، عبر احتجاجات وتظاهرات في العديد من الدول العربية والإسلامية.
والسبت، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه.
غضب عربي وإسلامي يتصاعد
تواصلت احتجاجات، الإثنين، في الأردن ولبنان واليمن، رافضة سماح السويد بحرق المصحف، وذلك غداة تظاهرات انطلقت في تركيا وشمالي سوريا وجنوبي قطاع غزة بفلسطين.
وفي الأردن، انتظمت وقفة احتجاجية قرب سفارة ستوكهولم بالعاصمة عمان، تنديدا بالحادثة.
وقال القيادي الإسلامي، علي أبو السكر، في كلمة له، خلال الوقفة: “مصحفنا باقٍ بإذن الله تعالى حتى لو أحرقوه”.
وخلال الوقفة، أشاد النائب الأردني، صالح العرموطي، في حديثه للأناضول، بالموقف التركي في رفض هذه الحادثة.
ودعا العرموطي الأمتين العربية والإسلامية إلى الخروج بمسيرات رفض يوم الجمعة المقبل.
كما شهدت طرابلس شمال لبنان، احتجاج ضد الحادثة، وأقدم شبان غاضبون على حرق علم السويد.
وقال محمد الباي، أحد المشاركين بالتظاهرة، إنه يوجه شكر للرئيس رجب طيب أردوغان على دفاعه عن الدين، داعيا “الدول الأخرى إلى رفض العنصرية التي يتعرض لها المسلمين في أوروبا”.
ورفض هيثم درغام تلك الحادثة، مشيدا بموقف تركيا المشرف تجاه ذلك العمل المشين.
كما شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الإثنين، مسيرة جماهيرية، تطالب الشعوب الإسلامية للدفاع عن كتابها المقدس.
تركيا تواصل الرفض
وواصلت تركيا لليوم الثالث على التوالي رفض تلك الحادثة على كل المستويات.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة للسويد بألا تنتظر دعم أنقرة فيما يخص عضويتها في الناتو، طالما أنها لا تحترم المعتقدات الإسلامية.
وأوضح الرئيس أردوغان في خطاب له الإثنين، أن هذا الفعل القبيح في السويد (حرق نسخة من القرآن) هو إهانة ضد كل من يحترم الحقوق والحريات الأساسية للناس وعلى رأسهم المسلمين.
في سياق متصل، أعلن رئيس الشؤون الدينية في تركيا علي أرباش، أنه بحث الأحد، مع رؤساء الوحدات التابعة للشؤون الدينية تقديم دعاوى في محاكم 120 دولة، وتوجيه رسائل إلى أماكن مختلفة تظهر الموقف من الاعتداءات.
وأضاف أن رئاسة الشؤون الدينية تخطط لعقد اجتماع مع منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء عبر الإنترنت، لإظهار رد فعل جماعي ضد الحادث الشنيع في السويد.
وكانت تركيا ألغت زيارة كانت مقررة الأسبوع المقبل لوزير الدفاع السويدي إلى العاصمة أنقرة.
وأكدت الخارجية التركية في بيان سابق أن “هذا العمل الدنيء مؤشر جديد على المستوى المقلق الذي وصلت إليه معاداة الإسلام وتيارات العنصرية والتمييز في أوروبا”.
مواقف دولية وأممية
وظهرت مواقف دولية وأممية، الإثنين، ترفض حادثة حرق نسخة من القرآن.
و في ألمانيا، أدان متحدث الخارجية، كريستيان واغنر، في تصريحات صحيفة، الحادثة، واعتبرها “عملا استفزازيا يهدف إلى إثارة الانقسام وكان تصرفا وقحا وغير لائق للغاية”.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، يوهانس باهركي، إن مثل هذه الممارسات لا تتماشى مع القيم التي يرتكز إليها الاتحاد، داعيا السويد إلى اتخاذ خطوات بشأنها.
كما وصف الممثل السامي لمنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة، ميغيل أنجل موراتينوس تلك الحادثة بأنها “عمل دنيء وفعل يرقى إلى كونه كراهية للمسلمين”.
مطالب عربية للسويد بالاعتذار
ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت الإدانات العربية الرسمية لحادثة حرق نسخة من القرآن.
ووصف رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، في كلمة بالمجلس، الحادثة بـ”العمل المتطرف”، مُطالبا وزارة خارجية بلاده بمخاطبة سفارة السويد لتقديم “اعتذار فوري”.
فيما شددت الخارجية التونسية، في بيان، على أن الحادثة “استفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم”، محذرة من “خطورة هذه الممارسات المرفوضة والمدانة”.
وفي الصومال، اعتبرت الخارجية، في بيان الحادثة “انتهاكا صارخا للمقدسات الدينية واستفزازا لمشاعر المسلمين”، داعية السويد إلى اتخاذ “إجراءات قوية ضد تصاعد موجة الكراهية ضد المسلمين”.
وفي السودان، أدانت الخارجية، في بيان، الحادثة، مستنكرة “تبريرات السلطات السويدية باعتبار الحادثة تندرج تحت مفهوم حرية التعبير”.
وعلى مدار يومي السبت والأحد، أدانت الحادثة 14 دولة عربية هي: دول مجلس التعاون الخليجي الستة (السعودية وقطر، والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين)، ومصر، والأردن، وفلسطين، والمغرب، ولبنان، والعراق والجزائر، وليبيا، في بيانات رسمية منفصلة.
وبخلاف تركيا أدانت دول إسلامية أخرى منها إندونيسيا، و ماليزيا، وباكستان وأفغانستان وإيران، تلك الواقعة، في بيانات رسمية منفصلة.
وعلى مستوى الهيئات والحركات، أدانت الحادثة يومي السبت والأحد، كل من منظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية، والبرلمان العربي والأزهر، وهيئة كبار العلماء بالسعودية ورابطة العالم الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء فلسطين، وجماعة الإخوان، وحركتي حماس والجهاد بفلسطين، وحزب الله اللبناني.
المصدر: الأناضول