مقديشو – (شبكة القرن الإخبارية) – أعلن رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، الدكتور حسن شيخ محمود، عن نزوح أكثر من مليون شخص جراء الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد منذ أسابيع، وذلك إلى جانب تحذيره من انتشار الأمراض بين السكان النازحين.
وجاء هذا الإعلان بعد أن شهدت منطقة القرن الإفريقي أمطاراً غزيرة وفيضانات مرتبطة بظاهرة النينيو المناخية، التي أودت بحياة العشرات وأدت إلى نزوح واسع النطاق، خاصة في الصومال؛ حيث دمرت الأمطار الغزيرة جسوراً وأغرقت مناطق سكنية، مما أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.
قال الرئيس محمود: “بلادنا تمر بمرحلة حرجة، وسكاننا تأثروا بالفيضانات في كل مكان”. وأضاف أن الفيضانات أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص ومصرع 101 شخص في الصومال، الذي يعد من أكبر البلدان القرن الأفريقي بعدد سكان يبلغ نحو 17 مليون نسمة.
وفي إطار مواجهة هذه الكارثة، أعلنت الحكومة الفدرالية الصومالية حالة الطوارئ في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. وتهدف هذه الخطوة إلى تنسيق الجهود للتعامل مع حجم الكارثة الناجمة عن الفيضانات وتلبية احتياجات السكان في مناطق مختلفة من الصومال.
ومن جهتها، أعربت منظمة “العمل ضد الجوع”، غير الحكومية، عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع المعيشية للسكان في الصومال، مشيرة إلى أن المناطق التي كانت تعاني من تبعات موجة جفاف طويلة الأمد تتضرر الآن من الفيضانات. وكانت المنطقة للتو تخرج من أسوأ موجة جفاف تشهدها منذ 40 عامًا، مما أثر على المحاصيل والماشية.
وفي السياق ذاته، دعت جامعة الدول العربية والمنظمات العربية والدولية المعنية إلى ضرورة التنسيق مع حكومة الصومال لتقديم المساعدة في مواجهة الفيضانات الهائلة التي تشهدها البلاد وتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب الصومالي. يهدف هذا التنسيق إلى تجنب تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية والاقتصادية في البلاد.
تعتبر الفيضانات الجارية في الصومال جزءًا من آثار ظواهر المناخ القصوى التي تؤثر على المنطقة بشكل متزايد. ومن المتوقع أن تستمر ظاهرة النينيو، التي ترتبط عادة بارتفاع درجات الحرارة وموجات الجفاف في بعض المناطق والأمطار الغزيرة في مناطق أخرى، حتى أبريل/نيسان للعام المقبل.