ترتبط سيرة الهجرة النبوية بشرق إفريقيا، وإلى تلك البلاد كانت المحاولة الأولى للهجرة النبوية ـ أي أن إفريقيا البلاد التي احتضنت رسالة الاسلام قبل المدينة المنورة، واليمن.
في حديثنا عن الهجرة نستدعي مقديشو وميناء عصب وسواكن وميناء قنا والمخا وجدة، أنها الطرق الطبيعية للباحثين عن حياة كريمة والرفاه الاجتماعي، لقد امتازت تلك البلاد بخصوبة أراضيها ووعي شعوبها.
كان لهم ملك لا يُظلم عنده أحد، إنه ملك أرض الهجرة، ووطن التنوع، كان يحكم بالعدل، أما ثقافته فهي المساواة التنوع، كانت الحكمة سلطته وقوته، وأفراد جيشه مغامرون في البحر والبر ومتسلقين للجبال.
شعيرة الإسلام مرتبطة بالآذان وهو صوت بلال، إنه صوت إفريقيا الشرقية، واسمه بلال الحبشي، كان صوته إيذانا بالاجتماع للصلاه، تقول الروايات إن بلال امتنع عن الآذان بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم، لقد كان مؤذن الرسول محمد، وعندما أصبح عمر بن الخطاب الخليفة استدعي بلال للحديث، وطلب منه الآذان، رفض بلال عرض الخليفة عمر، إلا أن إصرار عمر كان سببا في قبول بلال الآذان ولمرة واحدة فقط.
رفع بلال صوته بالآذان، فخرج جموع الناس صغيرهم وكبيرهم، ينادون يا بلال هل بُعث محمد. كانت دموع الناس تسبق حديثهم، امتلأت خدود السامعين بالدموع من صوت بلال ، لقد كان صوته مقترناً بالرسول صلى الله عليه وسلم .
إن صوت إفريقيا هو بلال وصوت الرسالة الخالدة، وشعار التوحيد، وهويتها وإرثها المشترك.