نشر الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود مقالا بعنوان (لا.. للرجوع إلى الوراء) عن الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة ضد حركة الشباب.
ونُشر المقال يوم الأحد الماضي 16 أكتوبر 2022 في موقع “هيران أونلاين” باللغة الصومالية، ولأهميته قام فريق شبكة القرن الإخبارية بترجمته إلى اللغة العربية، وفيما يلي نصه :
“تخوض الصومال حربًا ضروسة ضد جماعة إرهابية عالمية عديمة الرحمة والأخلاق تعيث البلاد فسادا وفوضى وتقوم بأعمال إجرامية بشعة. ولا يمكن أبدا قبول هذه الأعمال التي تقوم بها الحركة في داخل البلاد. وأنه آن الأوان لاستئصال جذور هذه الحركة التي عزمت تدمير مستقبل البلاد وتضييع الأجيال القادمة.
والحكومة الصومالية عقدت العزم تطهير البلاد من هذه الجماعة الإجرامية. فالحركة تمثل اليوم العدو القومي الذي يهدد كيان الأمة الصومالية ببثها الرعب، والقتل وتشريد المواطنين، وممارستها أقسى أنواع العنف من التفجيرات ونهب أموال المواطنين؛ لذلك لابد من تضافر الجهود لاستئصالها من الوجود إلى الأبد.
في هذه الفترة الحرجة – فترة الجفاف والمجاعة- التي تمر بها البلاد تقوم هذه الجماعة – عديمة الشفقة – بتسميم الآبار وردم المنابع التي كان يشرب منها الناس والحيوانات، كما أحرقت قرى وبلدات كاملة، بالإضافة إلى ما يقومون به من فرض ضرائب وإتاوات باهظة على المزارعين والرعاة والتجار في البوادي والأرياف المتضررة بالجفاف والفيضانات. وعلى هذا الأساس تُعتبر هذه الحركة بمثابة سرطان في جسم هذا الشعب المسكين، وعلينا توحيد الجهود والقوة لإخراج هذا الفيروس الخطير من الجسم، وإلا ستكون النتيجة بلا شك مدمرة لمستقبل الأجيال القادمة.
ومن هنا نثمن شجاعة وتضحية الشعب الصومالي المساند للقوات المسلحة في أنشطتها الهادفة إلى تدمير وتتبع فلول الحركة المتطرفة. ورسالتنا إلى الشعب تتلخص فيما يلي:
1)..لا يمكن للإرهاب تخويفنا وتدمير معنوياتنا.
2)..لا سبيل لمواصلة إراقة دماء شعبنا الغالي من قبل العدو.
3)..لا يمكن مرة أخرى أن يتم استخدام أموالنا المنهوبة منها في تخويف الشعب وتدمير البنى التحتية للبلد، وتجويع وقتل الأبرياء من أبناء شعبنا.
4)..ندافع أنفسنا وكرامتنا وأراضينا من هذا العدو الغاشم الهمجي. ومن اليوم فصاعدا ليس للإرهاب مخبأ في أرض الصومال إطلاقاً.
منذ أن بدأت الحملة العسكرية ضد الإرهاب في البلاد عام 2007م، لم تكن هناك مثل هذه الفرصة الذهبية من تأييد الشعب وحشد قوته المعنوية والمادية بهدف استئصال هذه الجماعة وتطهيرها من البلاد.
اليوم أخرج الشعب أبناءه وأمواله في سبيل محاربة الحركة الإجرامية التي أقضت مضاجع الشعب منذ أكثر من 15 عاما مضى بالتهديد والقتل وسلب الأموال.
وبناء على ذلك لا مناص من اقتلاع جذور الحركة ليعود الاستقرار وتتجه البلاد نحو قطار التطور الاقتصادي والاجتماعي.
ولمحاربة الحركة وضعنا خطة واستراتيجية شاملة يشارك فيها كل حسب قدرته، ومن مكوناتها؛
1)..العمليات العسكرية في ساحات القتال؛ حيث تقوم القوات المسلحة بعمليات تمشيط واستئصال عسكرية في القرى والأرياف ويساندها الشعب بالنفس والنفيس، ومع العلم أن مليشيات الحشد الشعبي المعروفة محليا بـ”معويزلي” على معرفة عميقة بالأماكن التي تختبئ فيها العناصر الإرهابية.
2)..قطع التدفق المالي من الحركة: حيث تتبّع الأجهزة الأمنية طرق الإمداد المالي للحركة ، وتقوم بتجفيف المنابع التي تمدها بالمال، وذلك عن طريق المتابعة المستمرة للمؤسسات المالية والتحويلات والصفقات المالية بشكل دقيق، مع معاقبة المتورطين في تلك المعاملات، واعتبارهم عدوا للشعب والحكومة الصومالية.
3)..توعية وتنوير الشعب الصومالي وتحصينه من أفكار الحركة الهدامة التي لا تمت بأي صلة للمبادئ للشريعة الإسلامية السمحاء التي جاءت لنشر السلام والرحمة في العالم.
والشعب الصومالي مسلم (100%) وعاش في هذا القطر من العالم منذ آلاف السنين معتنقا الديانة المحمدية بأخلاقها السامية ومبادئها السمحة، ولازال الشعب الصومالي ينتهج شريعة الإسلام كمنهج للحياة، كما لا يزال ملتزما بالحدود الإسلامية، مستمدا من الشريعة السمحاء طرق ومسالك الحياة من التعاون ومساعدة الآخرين.
على مدار السنوات الماضية، فقدنا الكثير من أبناء الشعب الصومالي –عسكريين ومدنيين-،كما فقدت قوات حفظ السلام الإفريقية الكثير من جندها وعتادها. نعم فقدنا الغالي والنفيس في سبيل إعادة الأمن والاستقرار للبلاد.
والآن وقد حانت ساعة الاجتثاث والتطهير، ومن جهتها تحاول الحركة جاهدة تضليل الحملة الموجهة ضدها وصدها بطرق ملتوية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مهما كانت الظروف الرجوع أو الوقوف أو حتى تهدئة الثورة ضد الجماعة المتوحشة القابعة على مقدرات الشعب الصومالي.
هذا، ولا يمكن للصومال أن ينهض اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا طالما حركة الشباب ملتفة بعنقه. هذه الحركة التي لا يهمها استقرار البلاد وتطورها بقدر ما يمهما امتصاص دماء الشعب ونهب أمواله لتنفيذ مخططاتها الإجرامية في داخل البلاد وخارجها من البلدان المجاورة.
وأخيرا أناشد الأمة الصومالية بكافة أطيافها مكافحة هذه الحركة المافوية، وعلى كل مواطن مساهمة الثورة حسب طاقته لاستعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وإغاثة المتضررين من المجاعة. فالأيام المتبقية من عمر الجماعة معدودة وسوف نطهّرها من البلاد قريبا .. إن شاء الله المولى.