ترتبط المملكة المغربية و اليابان بعلاقات ممتازة كما أنها تمر بأوقات جيدة بفعل الثقة المتجذرة و هو ما انعكس على الاجتماع الأخير الذي جمع وزيري خارجية البلدين عبر التناظر المرئي و الذي خلص إلى تكريس الاهتمام المشترك بين الجانبين و إطلاق مبادرات تعاون مختلفة تشمل الأبعاد القانونية و السياسية و الاقتصادية و الإنمائية.
تتمتع المملكة المغربية و اليابان بعلاقات ودية لعقود عديدة بحكم عراقة نظامي الحكم في البلدين ترتكز على أواصر الصداقة بين الأسرة الملكية في المغرب و الأسرة الإمبراطورية في اليابان كما أن المواقف اليابانية الإيجابية من الوحدة الترابية المغربية مثلت أيضا دعامة أساسية لرصيد العلاقات بين البلدين.
في العام 2005 قام جلالة الملك محمد السادس بزيارة تاريخية لليابان كما مثل جلالته في تنصيب إمبراطور اليابان ناروهيتو سنة 2019 صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكانت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء قد قامت بزيارة اليابان سنة 2018.
ومما يؤكد الأهمية الخاصة للعلاقات المغربية اليابانية نجد الحديث الصحفي لجلالة الملك محمد السادس أثناء زيارته لليابان لصحيفة يابانية و مما قال جلالته في الحديث المذكور أن التقاليد العريقة لبلدينا تعطي لعلاقاتنا عمقا تاريخيا فريدا من نوعه على الساحة الدولية.
وعلى المستوى الشعبي و بالرغم من البعد الجغرافي عندما تسأل المغاربة عن اليابان غالبا ما يستحضرون قيم الاعتدال و الانفتاح والكقاءة فضلا عن التكنولوجيات المتقدمة و الذكاء الصناعي و حتى ثقافيا و ترفيهيا هناك استحضار لرياضة السومو و الرسوم المتحركة و السوشي الياباني و يتطلعون لمعرفة المزيد عن بلد الساموراي و تقاليده المتفردة.
على المستوى الاقتصادي و التجاري ثمة إمكانات هائلة للتنمية و بناء علاقات أوسع بين البلدين فالمملكة المغربية تتوفر على موقع إستراتيجي و مناخ مثالي و تنوع طبيعي كبير و بيئة استثمار محفزة يمكنها أن تسمح بتموقع ريادي للقطاع الخاص الياباني في السياحة و الطاقة و الصيد البحري و الفلاحة و البنيات التحتية و مختلف القطاعات الإنتاجية و الصناعية و استثمارها لعامل الجذب و القرب الذي تتمتع به السوق المغربية تجاه أوروبا و إفريقيا و الشرق الأوسط و العبور من الأطلسي نحو المحيط الهادي عبر قناة بنما التي تعد منفذا هاما للحركة التجارية اليابانية.
تمثل اليابان بالنسبة للمملكة المغربية إحدى أبرز محاور التوجه الآسيوي للسياسة الخارجية المغربية و فتح آفاق جديدة بين البلدين على مستوى الأمن الغذائي و لا سيما في قطاع الأسمدة سيجعل العلاقات أكثر تكاملا و تبادلية.
من الواضح أن العلاقات المغربية اليابانية مقبلة على فصل جديد و هناك توافق وتفاهم بارز بخصوص أجندة المواعيد الثنائية القادمة، كما أن اليابان وقفت على الالتزام الصادق للمغرب تجاه مبادرة تيكاد بالرغم من الأساليب الملتوية لبعض الأطراف التي عاكست الإرادة الجماعية للشركاء باستدعاء كيان إنفصالي لا تعترف به اليابان و لا يتوفر على دعوة رسمية و لا على أبسط مقومات السيادة مما عكر أجواء دورة تيكاد 8 و أثر على أهدافها المنشودة.
العلاقات المغربية- اليابانية مقبلة على فصل جديد يتعلق بالبرامج التي تنفذها الهيئات المانحة اليابانية لتشمل بلدان إفريقية في إطار شراكات ثلاثية مغربية – يابانية – إفريقية بما يحقق التناغم بين رؤية جنوب – جنوب و الالتزام العميق لليابان من أجل رفاه و استقرار القارة الإفريقية الشابة.
بخصوص المستقبل ثمة مؤشرات عديدة لمرور العلاقات بين البلدين نحو مرحلة من التطور و النمو في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية و الثقافية فضلا عن تطابق وجهات النظر حول السلام و مكافحة الإرهاب و التطرف و تقاربها في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.